عنوان غريب أليس كذلك؟
إذاً استمر في قراءة المقال حتى تعرف مرادي منه…
حصل على شهادة البكالوريوس في الكلام القاسي…
ثم نال درجة الماجستير في تحطيم المعنويات…
وختم رحلته العلمية بدرجة الدكتوراه مع مرتبه الشرف الأولى وكان عنوان الرسالة (احتراف جرح المشاعر)
ربما يعتقد البعض أنني (أمزح) في كلامي السابق!
صحيح ليس ثمة جهة تعطي هذه الشهادات لكن هناك أُناس حصلوا على مثل هذه المستويات وأعلى من ذلك!
لا تعجبون، هذا أمر واقع تأمل حولك وانظر كم عدد المثبطين والمحبطين!
وكم عدد الذين يتلذذون برشق مئات الكلمات التي تحط من العزائم وقد تصل إلى مستويات أعلى تصل إلى حد الأزمات و الأمراض النفسية بسبب كلمات!
قد يقول قائل هم هكذا طبائعهم، هكذا أخلاقهم!
يرد على هذا القول من جهتين، الأولى ما يتعلق بهذه العينة من البشر والثاني ما يتعلق بنا نحن.
من ناحية الجهة الأولى أقول لو أن رجل هزيل الجسم ضعيف البدن وأراد أن يتقوى، سوف يذهب إلى نادي رياضي ويتدرب، إذا نظرنا إليه أول أسبوع وجدناه لا يزال ضعيف ثم ثاني أسبوع والثالث….
لكن بعد أن نراه بعد أربعة أشهر أو بعد ستة أشهر أكيد سنلاحظ الفرق في بنيته وصحته وقوة جسمه…
هذا المثال ينطبق تماماً على (الجماعة إياهم) يستطيع أن يدرب نفسه على التلطف واختيار أجمل الألفاظ والأدب واحترام الآخرين ومع الوقت سنجده تحسن كثيراً، ولن يكون هذا بين يوم وليله بل يحتاج إلى صبر ومجاهده للنفس حتى يحسن من وضعه، وليس عيباً أن نخطئ لكن المصيبة أن نستمر في الخطأ دون تصحيح أو حتى محاولة التصحيح…
وأما من الجهة الثانية المتعلقة بنا نحن، فهذا قدر الله علينا أن نصبر ونتحمل ونعلم أنهم هكذا هذه طريقتهم وهذه حياتهم وكل ما علينا هو أن نقبلهم كما هم ونصبر على أذاهم لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، ومن كانت له حيله فليحتل، ومن يستطيع أن يغير فيهم أو أن يساعدهم على ذلك فهذا عمل عظيم يؤجر عليه بإذن الله أن أخلص النية.
اللغة واحده…وشكل الحروف واحد… والكلمات عربيه…وتركيب الجمل هو هو…ومخارج الحروف ثابتة….
ومع ذلك نجد الفرق الشاسع في الاستخدام، شتان شتان بين حلو الكلام ومره وبين طيب الكلمة وسؤها وبين علو اللفظ وسقطه وبين حسن الظن وضده…
ما أجمل الكلمة الطيبة!
والنفس الخفيفة اللطيفة…
والابتسامة الحانية…
وحسن الأدب…
ودماثة الخلق…
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(…..والكلمة الطيبة صدقة….) رواه البخاري ومسلم
دمتم بخير